انتشر الفساد في البلاد والشعب مزال يفتح فمه مثل البَلِيدْ وترك الشعب كل مشاكله ليناقش اكبر مشكل في البلاد وهو من سيدرب المنتخب وفي غفلة من الشعب تكونت طبقة من الأثرياء كونوا ثرواتهم غالبا عن طريق نهب خيرات البلاد ا و بسبب انهم ينتمون لأسر المسؤولين في البلاد وانتهى المشروع القومى للجزائريين فتحولوا من أمة متوحدة ذهنيا ونفسيا إلى مجموعة من السكان لا يجمعهم سوى التجاور فى المكان بينما يسعى كل منهم إلى مشروعه الخاص. تعلم المواطن أن يهتم بشؤون أسرته فقط ووطد نفسه على أن رأيه بلا قيمة لأن السلطة ستنفذ دائما ما تريده بغض النظر عن موافقته أو اعتراضه.
صار المواطن يقاتل بضراوة حتى ينفق على تعليم أولاده الذين ما إن يتخرجوا فى الجامعة حتى ينضموا إلى الطوابير الطويلة أمام سفارات الاوربية بحثا عن عقد عمل بعد أن أعلنت الدولة بوضوح أنها ليست ملزمة بتعيين الخريجين. تحت حكم الحركي تحولت الدولة من كائن معنوى وظيفته توفير احتياجات المواطنين إلى سلطة مستبدة تستأثر بالحكم بواسطة القمع وتزوير الانتخابات وقد أدارت ظهرها لملايين الفقراء وتركتهم يواجهون مصيرهم وحدهم لا علاج ولا تعليم ولا عمل ولا مسكن لائق.
يعيش الأغنياء ومسؤولين الكبار فى قصور ويركبون أفخر السيارات ويقتنى كثيرون منهم الطائرات الخاصة هؤلاء لا يحتاجون إلى الدولة إلا فى تضخيم ثروتهم فهم يعالجون فى الخارج إذا مرضوا ويلحقون أبناءهم بمدارس وجامعات خاصة أجنبية مصاريفها باهظة. أما الجزائر الأخرى المنسية الغارقة فى الظلام فيعيش فيها أكثر من نصف الشعب ملايين الفقراء متروكون فى الهم والغم تتعامل معهم السلطة كأنهم طائفة المنبوذين لا تقدم لهم وظائف ولا علاجا ولا تعليما حقيقيا حياة هؤلاء أو موتهم لا يعنى السلطة فى شيء هؤلاء يصيبهم الفشل الكلوى والسرطان من تلوث الماء والطعام الفاسد المستورد وإذا ذهبوا للعلاج فى المستشفيات العامة سيموتون من الإهمال أما المستشفيات الخاصة فلن تقبل علاجهم أبدا مهما كانت حالتهم خطيرة قبل أن يودعوا آلاف الدينارات فى خزينة المستشفى. هؤلاء تغرق بهم مراكب الموت أثناء محاولاتهم المستميتة للفرار من الوطن بينما السلطة تتفرج عليهم وتعتبر قتل الآلاف منهم مجرد أحداث مؤسفة.
يا ايها المسؤولون مادا استفدنا من كرة القدم سوى تضييع الملايير من اموال الشعب على جلد مدور هناك العشرات من المشاكل على الدولة ان تهتم بها عوض ان تَسُوقنا مثل الاغنام وراء كرة منفوخة بالهواء.