بعد أن قامت المستشارة الألمانية أنجيل ميركل باستخدام مصطلح “الإرهاب الاسلامي” من أجل الحديث عن بعض الهجمات التي تشهدها القارة الأوروبية خصوصا من طرف تنظيم الدولة المعروف بداعش، والذي اعتاد الهجوم على العديد من الأماكن في أوروبا، قام الرئيس التركي الطيب رجب أردوغان بمقاطعة ميركل، رافضا أن يتم الربط بين الإسلام كديانة والإرهاب كممارسة إجرامية.
ميركل وفي مؤتمر صحفي مشترك لها مع أردوغان في العاصمة التركية أنقرة قالت إن مسألة الإرهاب “الاسلامي” من بين المسائل التي تم التطرق لها من خلال المحادثات، ليقاطعها الرئيس التركي قائلا :” “إن عبارة ‘الارهاب الاسلامي’ تؤلمنا بشكل كبير. إن عبارة كهذه لا يمكن استخدامها، هذا ليس عدلا، لأنه لا يمكن الربط بين الإسلام والإرهاب”، مضيفا :” “كلمة ‘إسلام’ تعني ‘السلام’. من هنا، إذا تم الربط بين كلمتين يشيران إلى السلام وإلى الإرهاب فان ذلك يؤلم المسلمين”،أرجو عدم استخدام ذلك لأنه ما دام الأمر على هذا النحو سنكون مختلفين بالضرورة. إذا التزمنا الصمت فهذا يعني أننا نقبل بالأمر. لكنني كمسلم وكرئيس مسلم لا استطيع القبول به” ثم تابع :” بوصفي رئيس جمهورية مسلم، لا يمكنني أبدا قبول استخدام هذا التعبير، في الوقت الراهن لا توجد دولة أخرى تحارب تنظيم الدولة أكثر من تركيا؛ فالجميع يحاربون داعش بالكلام، بينما نحن مستمرون بحزم في محاربة التنظيم، وسنواصل ذلك”.
وكان عدد من المسئولين الأوروبيين عبارة “الإرهاب الاسلامي” على نطاق واقع، وذلك للإشارة التي تشنها عدد من الجماعات المقاتلة في حربها على أوروبا، خصوصا تنظيم الدولة داعش الذي نسب إليه من طرف السلطات التركية العديد من الأحداث الدامية التي ضربت البلاد في الفترة الأخيرة، وفي الوقت الذي كان يرفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإدارة التي كانت تحت يده استعمال هذا المصطلح “الإرهاب الإسلامي”، جعله خلفه دونالد ترامب شعارا له حيث كان قد قال في حملته “الإرهاب الإسلامي المتطرف” يجب التصدي له، وهو ما جعله شعارا لحملته الانتخابية.
وحول ما جرى في اللقاء، قال أرودغان :” كان هناك بحث على مستوى الوفود، العلاقات العسكرية والاقتصادية والتجارية بين البلدين، بجانب سبل مكافحة الإرهاب، حجم التبادل التجاري بين تركيا وألمانيا يبلغ في الوقت الراهن 35 مليار دولار سنويا، مؤكدا على ضرورة رفع التبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات أعلى”، مضيفا :” تم، أيضا، بحث العلاقات السياسية على مستوى الاتحاد الأوروبي، وعلى مستوى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، كما أنه تم بحث التطورات في المنطقة، وخصوصا في العراق وسوريا، مؤكدا أن الحرب على الإرهاب “تتطلب تفاهما وتضامنا دوليا”.
من جهتها قالت أنجيلا ميركل عندما سئلت عن رأيها في التعديلات الدستورية التي عرفتها تركيا والتي عززت من سلطات أردوغان :” عند (محاولة) الانقلاب رأينا كيف دافع الشعب التركي عن الديمقراطية وعن قواعد الديمقراطية”، مضيفة :” في هذا الوقت الذي يشهد اضطرابا سياسيا عميقا يجب بذل كل جهد لمواصلة الفصل بين السلطات وفوق كل ذلك حرية الرأي وتنوع المجتمع.، مضيفة “المعارضة جزء من الديمقراطية”.