في الوقت الذي لم يعر فيه بابا الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية اهتماما لثورة 25 يناير، والذي خرجت عشرات المظاهرات في ذكراها السادسة من أجل إحيائها، قام بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني بتهنئة وزارة الداخلية المصرية وذلك في احتفالها بعيدها الخامس والستين.
بابا الكنيسة في الاسكندرية قال في كلمته التي ألقاها في عطلته الأسبوعية بدير الأنبا بيشوي بوادي النطون بكنيسة التجلي :” نوجه التحية والتهنئة، ونهنئ وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، وكل مساعديه ومعاونيه، ونشكرهم على جهدهم، ونحن نتذكر كل جسارتهم وحفظهم للأمن والنظام على أرض الوطن، في تضحية وبذل مستمر”، مضيفا :” نهنئهم جميعا من كل مستوى، وفي كل مكان، ونشكرهم على أتعابهم، ونذكر شهداء الشرطة بكل فخر، ونصلي لأجل المصابين أن يكمل الرب شفاءهم ويعطيهم الصحة والعافية”.
هذه التهنئة اعتبرها بعض المحللين توددا إلى النظام المصري أكثر فأكثر، وذلك بعد الغضب المسيحي في الأسابيع الماضية بعد تفجير كنيسة القاهرة، حيث قام المتظاهرون من “شعب الكنيسة” بترديد شعارات ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، شبيهة بتلك الهتافات التي عاشتها فترة 25 يناير، من قبيل :” طول ما الدم المصري رخيص، يسقط يسقط أي رئيس”، في حين قال البعض الآخر أن علاقة السيسي و”المتمردين المسيحيين” على الكنيسة والنظام ليست بالجيدة أبدا، حيث أن الجيش كان قد قمع مظاهرات للأقباط في ماسبيرو أكتوبر سنة 2011، حيث كان السيسي مديرا للمخابرات الحربية آنذك، وهو ما دفع الناشطين المسيحيين إلى المطالبة من القصاص من المجلس العسكري، في كان البابا تواضروس قد قال أن من قتل الشباب المسيحي آنذلك هم “الإخوان”، على حد زعمه.
هذا وشهدت مصر حالة استنفار أمنية كبيرة جدا في شتى أنحاء البلاد، لم تخرج سوى 125 مظاهرة نهار يوم 25 يناير من المظاهرات الصغيرة في عدد من ميادين المحافظات المصرية، حيث تبانيت هذه المظاهرات ما بين المسيرات والوقفات والسلاسل بعدد من المحافظات من قبيل :” البحيرة، والإسكندرية، والجيزة، والشرقية، والدقهلية، والمنوفية، وكفر الشيخ، وبني سويف، والفيوم، والغربية، والقليوبية، والأقصر”.
وذكر بيان لحملة “يناير يجمعنا” :” المظاهرات حققت المفاجأة لقوات أمن الانقلاب التي حولت مصر وعاصمتها لثكنة عسكرية، في الذكرى السادسة لثورة الخامس والعشرين من يناير، فالثورة مستمرة، وواقع يفرضه الثوار في الميدان، مؤكدين بحراكهم المتواصل أن عزائمهم لم تفتر”، مضيفا :” خرجت المظاهرات تحت شعار “يناير يجمعنا”، ورفعت علم مصر بكثافة كبيرة بجوار لافتات “ثورة 25 يناير كرامة شعب”، و”مع بعض نقدر نغير”، وغيرها من اللافتات التي تستنكر ما وصلت إليه أحوال البلاد من التراجع والتردي، على جميع الأصعدة”.
وتعتبر هذه الذكرى السادسة ” من أبرد” أيام ذكرى “25 يناير” التي كانت قد أطاحت بالرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، قبل أن يمسك الاخوان المسلمين الحكم بعد ذلك ليتركوه بعد انقلاب عسكري تزعمه الجنرال عبد الفتاح السيسي في 30 يونيو 2013.