صدام جديد لاح بين مؤسسة الأزهر الدينية المصرية والبرلمان، حول قضية الطلاق الشفهي دون توثيق رسمي، وذلك بعد أعلن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي للطلاق الشفهي، داعيا إلى إصدار قانون يقوم بتقييد حالات الطلاق، مطالبا شيخ الأزهر بإيجاد محل وهو ما أكده الأزهر شرط أن لا يحرم ما أحل الله.
لجنة البرلمان سارعت في تبني هذا الكلام عبر لجنتها الدينية، التي أعلنت استجابتها لعبد الفتاح السيسي، وأكدت أنها ستقوم بتجهيز قانون في الأيام القادمة من أجل تنظيم الطلاق الشفهي، في الوقت الذي قال فيه أزهريون أنهم متشبثون بالطلاق الشفهي دون توثيق.
السيسي وفي كلمة ألقاها بمناسبة احتفالية عيد الشرطة المصرية الخامس والستين، طالب شيخ الأزهر بحل فقهي لعملية الطلاق الشفهي دون توثيق، مخاطبا الشيخ ممازحا له :” ولا إيه يا فضيلة الإمام، إنت تعبتني”.
من جهته علق الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية على دعوة الرئيس المصري بالقول أن اشتراط توثيق الطلاق وعدم اعتماده شفهيا هو أمر مطروح على هيئة كبار العلماء ولجنة البحوث الفقهية بالمجمع حيث سيتم رفعه إلى مجلس النواب بعد الإنتهاء منه، وذلك لإصدار تشريع جديد.
وأضاف ذات المتحدة في تصريح له قامت بنقله بعض الصحف المصرية :” الدراسة التي أعدها الأزهر تتوافق مع صحيح الدين؛ وأن الأزهر لن يقر أمرا مخالفا للشرع”.
من جهته رفض عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر حظر الطلاق الشفهي، مضيفا :” إلغاء الطلاق الشفهي غير جائز شرعا، مشيرا إلى أن “الطلاق الشفهي يقع، كأن يقول الرجل لزوجته “أنتِ طالق” سواء كان بقصد أم لا؟”، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة جدهن وهزلهن جد، وعدَّ منهم الطلاق” مضيفا:” يكفي الزوج أن يطلق زوجته بمكالمة هاتف أو رسالة نصية، وبعد ثلاث طلقات لا تحل له إلا بعد أن تتزوج غيره، وهذا شرع الله”.
في الجهة الأخرى دافع عدد من الدعاة المؤيدين للسيسي عن “فتواه” بتحريم الطلاق الشفهي، بل وقاموا بالثناء عليها.
على رأس هؤلاء الدعاة، جاء الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن في الأزهر، والذي كان قد وصف في وقت سابق السيسي بـ “الرسول” حيث قال :” أشكر السيسي على استجابته لما طالب به على مدى عامين من عدم احتساب وإيقاع الطلاق الشفهي للمتزوجين إلا بالوثيقة الرسمية”، مضيفا في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك :” قمت بعمل دراسة شاملة لهذا الموضوع منذ عام 2015 ووضع فيه كل الأسانيد والأدلة الفقهية التي يستند لها هذا الرأي” مضيفا :” هذه خطوة عملية في طريق تجديد الخطاب الديني”.
أما الداعية مظهر شاهين، أحد أبرز المؤيدين للعسكر في مصر فقال عبر الفيسبوك دائما :” أشكر السيسي على توجيهاته بأن لا يتم الطلاق إلا أمام المأذون” مضيفا :” هذا ما نادينا به منذ فترة، واضطررنا إلى اللجوء للقضاء للمطالبة بإصدار قانون يجعل الطلاق غير فاعل إلا إذا كان موثقا”.