أنت في الجزائر إذن انت تفتقر إلي كل المقومات الأساسية للحياة ابتداء من الهواء النقي والماء النظيف مرورًا بالدراهم والخدمات الصحية والخدمات والتعليمية وليس انتهاءً بتوافر فرص العمل والمساكن اللائقة بالحياة الآدمية كيف يعيش الجزائريون إذن ؟ وكيف يواصلون حياتهم في ظل هذا الافلاس الشامل والفشل على جميع المستويات.
إذا بدأنا بأزمة الاسكان سنجد انها تتفاقم يومًا بعد يوم في ظل الفشل الكبير لسياسة الدولة فمازالت الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان في جميع الولايات تصنع لنفسها حالة من الرهبة لأنها عبارة عن بركان نائم يمكن فورانه وانفجاره في أي وقت خصوصا أنها عادة ما تكون شرارة الانفجار الاجتماعي .
والمثير في أزمة الاسكان أنها لا تتعلق بقلة الشقق والوحدات فهي متوافرة بالغزارة ولا تجد من يشتريها في ظل التردي الهائل في مدخول المواطنين بينما تهتم الحكومة بإنفاق المليارات علي فيلات المسؤولين و الأثرياء والأحياء الراقية وتركت الاحياء الشعبية يرتع فيها الخراب.
وفي مجال الصحة حدث ولا حرج تتميز الجزائر علي جميع دول العالم بأنها لا يوجد بها مواطن واحد سليم لدينا قائمة مثيرة للفخر والتباهي تزخر بأمراض قاتلة ومعدية إلخ لدينا نصف السكان مصابون بالاكتئاب و5 مليون مصابون بالضغوط و4 مليون بالكبد والسكر وأعداد لا يمكن حصرها لمرضي الكلي والقلب. والمستشفيات في حالة يرثي لها والتأمين الصحي لا يقوم بدور ملموس ولذلك يلجأ الجزائريون إلي نوعين من العلاج الأول هو الاعشاب والثاني هو الاسبرين وكوب من الماء.
قطاع التعليم لا يقل كارثية عن قطاعي الصحة والإسكان فربما نكون الوطن الوحيد الذي يتعامل مع الطالب باعتباره طالب شهادة وليس طالب علم الشهادة هي مجرد ورقة يحصل عليها الطلاب بعد اعوام من الذهاب للمدارس والجامعات لكنه يخرج برأس فارغة من أي شئ في ظل ضعف الانفاق الحكومي علي التعليم المدارس مكدسة والجامعات مكدسة عدد المدرسين لا يكفي وعدد الفصول لا يكفي ولا يمكن لشئ أن يوضح فداحة ما نحن فيه إلا المقارنة بيننا وبين إسرائيل فنصيب الطالب الجزائري من ميزانية التعليم 300 دولار سنويا بينما تنفق الدولة العبرية 3500 دولار سنويًا.
اما القدرة الشرائية للمواطن فالزيادة في جميع اسعار السلع التهمت الرواتب ليقترب المواطن من حافة الجوع وواصلت الحكومة فشلها في ضبط الأسعار وإيقاف مافيا التجار الكبار الذين يسيطرون علي خيوط اللعبة. أما البطالة فهي قنبلتنا الأشد تأثيرًا لدينا حسب احصائيات غير حكومية 5.2 ملايين بطال أي أن نحو 15 بمئة من السكان لا دخل لهم ولا عمل يضاف إليهم ألاف خريجي الجامعات سنويًا .