أقصي المنتخب الجزائري من نهائيات كأس افريقيا للأمم المقامة بالغابون، عقب تعادله يوم امس أمام المنتخب السنغالي بنتيجة هدين لمثلهما، ليخرج من البطولة القارية برصيد نقطتين، من تعادلين وهزيمة واحدة امام المنتخب التونسي، والتي كانت كارثة بكل المقاييس، خاصة أن المحترفين الذين يتوفر عليهم المنتخب الجزائري أفضل بكثير من اللاعبين التونسيين.
ولكن السبب الحقيقي يكمن في اختيارات المدرب جورج ليكنس الذي لم يستكع تكوين تشكيلة أسياسية جدية، لمواجهة المنتخب التونسي والذي له تجربة معه منذ مدة طويلة، ويعرف جيدا أسلوب الكرة التونسية في المباريات، إلا أن تعامل المدرب البلجيكي مع مبارتي زيمبابوي وتونس لم يكن في بالشكل المطلوب، حيث أهدر ثلاث نقاط ثمينة خاصة في مباراة زيمبابوي.
عدة أسباب تتداخل في خسارة وإخروج المنتخب الجزائري من الكأس القارية، من أبرزها عدم استقرار المنتخب الوطني على مدرب واحد، وكثرة التغييرات التي قامت بها الاتحادية الجزائرية، من غوركوف إلى رايفاتش ثم جورج ليكنس، الشيء الذي بعثر الأمور، وجعل اللاعبين يعيشون الارتباك والتخبط، بسبب الانتقال من أسلوب المدرب الصربي إلى أسلوب المدرب البلجيكي.
وتنضاف إلى ذلك الاختيارات التي قام بها المدرب البلجيكي، خصوصا من ناحية نظام اللعب، حيث يقوم بتغيير المنهجية والأسلوب من مباراة إلى أخرى، الشيء الذي كان له تأثير كبير على مردودية اللاعبين فوق أرضية الميدان، ولم يتمكنوا من فرض أسلوبهم امام الخصم بشكل مريح، إذ وجدوا صعوبة كبيرة في التواصل فيما بينهم فوق أرضية الميدان.
ومن بين الأسباب الأخرى ضعف دفاع المنتخب الوطني، الذي فشل المدرب ليكنس في ترميمه وإيجاد مدافعين قادرين على سد الثغرات، حيث تواصلت الأخطاء الدفاعية وكانت سببا رئيسيا في الاقصاء، ودخول الأهداف على مرمى المنتخب الوطني، الشيء الذي يتطلب مراجعة شاملة للفريق الوطني من جميع النواحي، قصد بناء فريق للمستقبل وعدم الارتباط فقط ببعض اللاعبين الذين لم يكونوا في مستوى التطلعات.
لقد شكل الاقصاء صدمة كبيرة للجمهور الجزائري وللعرب أيضا، خاصة ان المنتخب الجزائري يتوفر على أسماء كبيرة ونجوم في الدوريات الأوروبية، لكن الكل يعلم ان اختيار المدرب من قبل الفاف هو أصل المشكل، حيث كان اختيار الاتحادية ليس في محله، وقامت بالتعاقد مع مدرب لمواجهة الضغوطات، وتجاوز الظرفية بمدرب متواضع فشل في تونس، حيث اعتقد مسؤول الفاف أن اللاعبين لهم القدرة الكبيرة والامكانيات على تحقيق شيء كيفما كان المدرب، لكن العكس هو الذي حصل وتسبب في الإخفاق القاري مرة أخرى.