أصبحنا هذه الأيام لا نرى ولا نسمع ولا نقرأ في الجزائر إلا موضوع واحد وهو امتحانات البكالوريا و الحمى التي ترافقها فتسمع مثلا أخبار القبض على المجرمين الذين يسربون الاسئلة للتلاميذ او السماسرة الذين يبيعون النجاح للطلبة على حسب المعدل الذي يريد الطالب وذلك مقابل مبالغ مالية معتبرة…
ولو ألقينا نظرة بسيطة على منظومة التعليم في البلاد فسيصيبنا العجب العجاب مما لاشك فيه وذلك راجع لأن ميزانية وزارة التعليم تعتبر الاكبر في الجزائر الا انه مازال هناك نقص حاد في عدد المدارس والاعداديات والثانويات وحتى الجامعات بل قد تجد 4 تلاميذ يجلسون على طاولة من شدة الاكتظاظ و قد تجد المدارس بلا اضاءة وبلا ماء أو صرف صحي و بمعلم انهكته متطلبات الحياة واقسمت ظهره الديون فلا يمنح التلاميذ إلا نبذة عن معاناته و مأساته اما في محيط المدارس والثانويات فتجد الشبان محششين ومغيبين ويتعاملون مع مروجي المخدرات و الشواذ الذين يستهدفون هذه الفئة من المجتمع ودلك لصغر سنها وطيش عقلها اما الشابات فهن يفضلن الصعود الى السيارات الفخمة والجلوس في احدث المقاهي و استهلاك الشيشة المصرية على ان تحضر حصص و دروس لا تفقه فيها حرفا واحد اما مقررات التعليم فاغلبها مستهلك وقديم وقد يرجع مضمونها لحقبة الاستعمار وتتضمن تحريف للحقائق والتاريخ و حتى الجغرافيا فالجنرالات يريدون ملأ اجيال الوطن بمعتقداتهم الشيوعية الشيعية المتطرفة وجعلهم قطيع خرفان في ضيعتهم وهنا نعود لامتحانات البكالوريا و كواليسها فبرغم من نسبة النجاح عالية في البكالوريا وذلك كما يعلم الجميع راجع الى الاسئلة السهلة و تساهل الاساتذة مع التلاميذ في تصحيح النقط كلها امور نعرفها ولأسباب نجهلها وبرغم من هذه التسهيلات تجد الغش في الامتحانات وتسريب الاسئلة فأي مستوى هذا الذي وصل اليه ابنائنا و اي تعليم ننتظر من عصابة العسكر تعليم مشوه معطوب يفرز اجيالا تكرس عقلية القطيع في الجزائر.