يعيش في الجزائر فئتان اثنتان مختلفتان أشد الاختلاف فالفئة الاولى تحت الارض تعيش ببساطة وتكد طول النهار في سبيل الحصول على لقمة العيش من خلال راتب يفي بالكفاف ولا يتجاوز ذلك إلى أشياء أخرى وفئة ثانية فوق السماء سرقت خيرات البلد و أحاطت نفسها بكل أسباب اليسر والغنى فتنعم في جنة من الملذات التي لا تكاد تنتهي ما دامت تمتلك المال لشراء كل مسببات الرفاهية فتراها تسكن في فيلات فاخرة وتتنقل عبر سيارات فارهة وتقتني أغلى الحاجيات دونما حساب ولا اكتراث لما تصرفه من أموالنا.
اصبح الكثير من سارقي البلد يزورون معرض هايان الصيني المعروف بتقديم نظرة حول كيفية عيش الأغنياء وذلك لغرض الاطلاع على كافة الأمور المتعلقة بأغنياء العالم وكذا بالمنتوجات العالمية الفاخرة التي تُتداول في ذات المعرض الكبير الذي يقصده الأغنياء من كل حدب وصوب لممارسة طقوسهم الخاصة حيث أن المعرض ينفتح على مدى 4 أيام لعرض تسوق ضخم يضم الطائرات الخاصة واليخوت والسيارات والمجوهرات الغالية. سارقي البلد انخرطوا هم الآخرون في معمعة هذا المعرض الكبير لشراء ما يحتاجونه لإضفاء مظاهر البذخ والغنى عليهم وللتواصل مع الأغنياء المتواجدين في ذات المعرض كذلك حيث يقدم المعرض خدمات متعددة منها إجابته على أسئلة كيف يعيش الأثرياء وأين يتسوقون وفيم يقضون أوقاتهم وغيرها من الخدمات الأخرى.
لم يكن سارقي البلد سابقا يفكرون في أكثر من تحقيق رغباتهم في اقتناء سيارة عادية تفي بغرض النقل والتجول إذا اقتضى الحال لكن وفي ظل الصيحات التي تصدرها شركات عالمية في العصر الحديث ركبوا الموجة إلى جانب أغنياء العالم فأصبح الطلب متزايدا على منتوجات بولغاري الفاخرة وعلى سيارات لامبورغي و مازيراتي و بنتلي وعلى ألبسة تتجاوز أثمنتها سقف الخيال حتى أن زوجة مسؤول طلبت خاتما يصل ثمنه إلى 200 الف يورو.
ولى الزمن الذي كان أقصى ما يمكن أن يشتريه سارقو البلد هو سيارة من نوع ميرسيديس كلاص حيث كانت هذه السيارة تشكل علامة الغنى عند سائقها واليوم أصبح الجميع يصادفون في تنقلاتهم اليومية سيارات من نوع لامبورغيني وبنتلي وفيراري تتجول بشكل عادي في أحياء المدن الكبرى. وإذا كانت أنواع بيام الحديثة والجاكوار ورونج روفر تستهوي أذواق سارقي البلد قبل سنوات فاليوم صار الحديث عن هذه الماركات العالمية التي يقبل عليها مشاهير العالم وأغنياؤه بنهم شديد. ويقتني سارقو البلد في أغلب الأحيان هذه السيارات بطلب موجه إلى شركاتها التي تصدرها حيث تجري الاتصالات بهذا الشأن فتُرسل السيارة كاملة إلى صاحبها الجديد بثمن خيالي وأيضا في حالة ندرتها من السوق أو انقضائها فإن الطلب يكون وسيلة الشراء التي لا بد منها في عرف هؤلاء المترفين.
تشهد مجموعة من المدن العالمية إقبالا غير مسبوق من طرف سارقي البلد على اقتناء الفيلات والشقق الفاخرة وتقع على رأس هذه المدن كل من باريس ولندن ودبي وموناكو وهونكوك وذلك بأسعار خيالية ويبحث هؤلاء المسؤولون المترفون عن تصاميم خاصة لمأوى سكنهم مطالبين بأرقى مواصفات الجودة والراحة وذلك بالاستعانة بأشهر المهندسين ذوي خبرة في المجال بناء ليملوا عليهم تصاميمهم الخاصة التي تستجيب لذوقهم ورغبتهم وذلك على الرغم من التكاليف الباهظة التي يؤدونها دونما اكتراث لما يصرفون من جيوبنا.