في تصريح له حول الموضوع الشائك المتعلق بعودة التونسيين الذين ذهبوا للقتال في الأراضي السورية والعراقية قال الباجي القايد السبسي أن القانون هو وحده الكفيل بأخذ القرار حول الطريقة التي سيتم بها التعامل مع هؤلاء العائدين.
السبسي وحسب وكالة تونس إفريقيا للأنباء، والتي نقلت تصريحه قال لوسائل الاعلام :” ليس من المؤكد أن يعود الإرهابيون إلى تونس رغم ما يتم تداوله من معلومات حول عودتهم من بؤر التوتر إلى بلادنا، كما أنه يجب تطبيق قانون الإرهاب عليهم بصرامة في حال عودتهم”.
الرئيس التونسي أكد على ضرورة تكاثف الجهود من أجل مشكل هذه الأزمة التي وصفها بالخطيرة لأنها تهدد أمن واستقرار البلاد حيث أفاد :” إذا قررت هذه العناصر العودة إلى تونس فإن قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال سيطبق عليهم بكل صرامة”، مضيفا :” نتوفر على كافة المعطيات اللازمة حول التونسيين الذين عادوا من بؤر التوتر، عدد الذين مازالوا بمناطق النزاع يبلغ 2929 تونسيا وذلك خلافا للأرقام المضخمة التي أوردتها وسائل إعلام أجنبية”.
هذا وكانت قضية عودة التونسيين المنضمين للفصائل الجهادية الناشطة في كل من العراق وسوريا على الأقل، قد أفاضت الكثير من الحبر، حيث كانت النقابة التونسية الوطنية لقوات الأمن الداخلي، والتي تعتبر النقابة الرئيسية لرجال الأمن في البلاد، قد حذرت من ما أسمتها “صوملة تونس” في حال عاد المقاتلون التونسيون من الخارج، مطالبة بمنع عودتهم وسحب الجنسية منهم.
وأفادت النقابة في بيان لها :” على الحكومة اتخاذ إجراأت استثنائية صارمة في شأنهم كالمنع من العودة، وإن اقتضى الأمر سحب الجنسية التونسية لتجنيب البلاد والشعب التونسي استباحة الدماء والتشرد”.
في نفس السياق قام المئات من التونسيون بالتظاهر أمام البرلمان التونسي يوم السبت 24 دجنبر الماضي من أجل التعبير على رفض الشارع لعودة المقاتلين التونسيين من الخارج والذين أكدوا توبتهم من ما كانوا عليه، حيث قام المتظاهرون من ترديد شعارات من قبيل :”لا توبة… لا حرية… للعصابة الإرهابية”.
كما كان السبسي نفسه قد قال في تصريح صحفي :” “إن خطورتهم (التونسيون الذين يقاتلون في بؤر التوتر بسوريا والعراق) باتت من الماضي، والعديد منهم يرغبون في العودة، ولا يمكننا منع تونسي من العودة إلى بلاده، هذا أمر يكفله الدستور، لكن بديهي أننا لن نستقبلهم بالأحضان. سنكون يقظين”، مضيفا :” لن نضعهم جميعا في السجن، لأننا إن فعلنا لن يكون لدينا ما يكفي من السجون، بل سنتخذ الإجراأت الضرورية لتحييدهم، ونحن نراقبهم”، على حد قوله.
هذا وكان عدد من التونسيون الذي كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة داعش قد أكدوا رغبتهم في العودة إلى البلاد إذا تنسى ذلك، معلنين توبتهم من القتال في صفوف التنظيم الذي تنصفه جميع دول العالم ضمن خانة العصابات الارهابية.