مقاطعة الانتخابات في الجزائر ليست جُرماً كما يحاول البعض أن يصورها وليست لها أي علاقة بالوطن وبحبه بل هي تعبير سياسي وهي رسالة من الشعب أو على الأقل هي رسالة من طرف فئة من الشعب التي ترفض أن تقاد مثل القطعان وملة من مشاهدة نفس المسرحية بنفس الوجوه بنفس السيناريو.
تعالت بعض الأصوات الغير الشريفة والغائبة عن الواقع المعيشي تطالب بإعادة ترشيح بوتفليقة ولا ادري ما هي إنجازات بوتفليقة ونظامه لإعادة انتخابه وأشدد علي الإنجاز هنا بلغه بسيطة جداً وهو توفير الحد الأدنى لحقوق الناس في ان يعيشوا بكرامه. لا اعتقد ان مثل هؤلاء المرتزقة يعرفون واقعنا ولا يعرفون ما آلة إليه حال الناس من فقر مدقع وغلاء فاحش وعلاج باهظ والكلمات تقف عاجزة عن وصف الحال والحال ابلغ من اي بيان.
كلّما اقترب موعد الانتخابات وكلّما اقترب موعد بيع الوهم للجزائريين يظهر تيّار في الجزائر يدعو إلى مقاطعة الانتخابات فتتوجّه كل الأنظار إليه وتتم شيطنته بحجّة أنّ قرار المقاطعة عدمي يشجع المفسدين على الدخول إلى عالم السياسة لكن كل هذه المبرّرات على ما يبدو ليست مقنعة على الإطلاق ولا يمكن أبدا أن تدفع فئة عريضة من المجتمع للتراجع عن قرار المقاطعة وإعلان مشاركتها في تلك المهزلات التي تعاد على مسامع الجزائريين في كل ولاية انتخابية.
مقاطعة الانتخابات له ما يبرّره في هذه الآونة خصوصا وأنّ ديمقراطية في البلد لم تتقدم خطوة إلى الأمام ولم تعلن عن ثورة حقيقية للقطع مع الماضي السوداوي. بماذا ستواجه الأحزاب السياسية المشارِكة في الانتخابات المقبلة الشعب الجزائري خاصّة وأنّ كل الوعود التي قدّمتها لهذا الشعب منذ عصر الحجري لم تتحقق وكل آمال الجزائريين في وطن ديمقراطي تبخّرت ألا يستدعي ذلك أن يقاطع المواطن هذه المهزلات التي لم تحقق له سوى المآسي وارتفاع الاسعار وارتفاع الجريمة وارتفاع البطالة فماذا يغرينا بالتصويت عليكم .