بعد المشاكل العديدة التي عاشها المصريون الأقباط في البلاد وخروج عدد كبير من الشباب المسيحيين في تظاهرات ضد النظام المصري الحاكم، اعتبر البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة الأرثوذوكسية في مصر أن عبد الفتاح السيسي هو القائد الروحي للبلاد وللدولة المصرية، نافيا أن يكون شهر العسل بين المسيحيين والدولة المصرية قد انتهي مؤكدا أن ما يشاع أمر مغرض، مضيفا أن السيسي قال له بعد تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة “سنأخذ تارنا”.
تواضروس وفي حديث له مع الاعلامي عمرو أديب على قناة أون تيفي قال :” أول ما خرجت من الصلاة، اتصل بي الرئيس عبدالفتاح السيسي هاتفيا في اليونان، التي كنت أزورها كأول زيارة لبطريرك مصري منذ قرون، أظهر الرئيس تعاطفه ومشاعره، ومنذ الوهلة الأولى ذكر أن هذا ليس مصاب الكنيسة، بل مصاب مصر كلها، وقال: مش هنسيب تارنا”.
وعن الغضب الذي اشتعل في الشارع المسيحي بعد هذا الاعتداء اعتبر تواضروس أن الغضب كان لحظة انفعال عابرة فقط وليست محسوبة مستدركا :” لكن مع الهدوء والتفكير العاقل.. الأمور بتتعدل، وبتبقى كويسة”.
وظهر جليا أن عمرو أديب اكتفى بهذه الإجابة، حيث لم يتعرض لمسألة قيام المتظاهرين بالاعتداء على زوجته الإعلامية لميس الحديدي، من طرف المحتجين، والتي أكدت أنها نجت من الموت بأعجوبة شديدة، حيث قامت بتقديم بلاغ للنائب العام ضد المعتدين الذين اعتبرتهم إرهابيين.
وأضاف تواضروس :” هتافات “جيب لنا حقنا” التي رددها الشباب المسيحي الغاضب ليست في محلها؛ لأن المفترض أننا على أرض مصر كلنا مصريون، والمفترض المواطنة الكاملة لكل واحد، وأن البابا أساسا قائد روحي”.
البابا دافع عن مشاركة المسيحيين في مظاهرات 30 يونيو، التي منحت الظهير الشعبي للسيسي من أجل قيامه بالإنقلاب العسكري على جماعة الاخوان المسلمين التي وصلت للحكم عبر صناديق الاقتراع، حيث أكد أن الاقباط شاركوا في 30 يونيو بصفتهم مصريين، وليس بصفتهم أقباط، مضيفا أنه لا يجب أن يجلس الأقباط في منازلهم عند الثورات، رغم اعتبار الكنيسة الأرثوذكسية في عهد مبارك أنه لا يجب خلق الفوضى في البلاد.
وواصل تواضروس هجومه على الاسلاميين حيث قال :” السنة التي كان فيها حكم غير مقبول للمصريين، الجميع عانى وتعب فيها، وكان الشعور العام أن أغلى حاجة عندك بتتسرق منك، لذلك يجب على الشباب والشعب بصفة عامة أن يتفهم المرحلة”، مضيفا في تعليقه على عدم قيامه بالافتكاف كما حدث من قبل:” لكل زمن أدواته، ولكل موقف قانونه، وحسب الموقف يكون القانون، ولا يصح أخذ مواقف سابقة في أحوال مختلفة ويتم تطبيقها اليوم”.
وحول سؤال عدد الأقباط في مصر هل هم 12 مليون أو 13 مليون، قال البابا أن الأعداد وصلت إلى 15 مليون من أصل 90 مليون مواطن مصري، وعن مسألة بناء الكنائس قال تواضروس أنه لا يجود قانون يحدد ذلك، لكن الحاجة هي التي تقرر في هذا الأمر، حيث تم الشروع في بناء بعض الكنائس في بعض القرى.