بسبب الغلاء وندرة المواد الغذائية أصبحت كل السلع غالية الثمن في الجزائر إلا حياة المواطنين فلم يعد الموت يشكل صدمة للجزائري فالصدمة اليوم عند الجزائري هو أن يجد نوع من المواد الغذائية متوفر في الأسواق مثل البطاطس أو الزيت أو الحليب أو الدقيق أو اللحوم بجميع أشكالها الحمراء والبيضاء فنحن في الجزائر نصحو وننام على أخبار أشخاص فارقونا قتلا أو دهسا أو غرقا بل وحتى هناك من يموت بسبب شدة الازدحام في طوابير شراء المواد الغذائية… فكل شيء يقتل في بلادنا.
المتابع للمجازر المرورية التي تشهدها بلادنا يستسلم لعدة تساؤلات في مقدمتها لماذا أصبحت حياة الجزائريين رخيصة إلى هذا الحد؟ ولماذا صار الحق في الحياة للكثير منهم كلمات بلا معنى والأدهى أن الجميع يعلق أخطاء بشرية على مشجب القضاء والقدر بلا حسيب آو رقيب.. بل إن عبارة “مكتوب ربي” أضحت مبررا لأناس مكانهم السجن لا أن يبقوا أحرارا طلقاء ولعل من بين أهم “الفضاءات والمرافق” التي يموت فيها الجزائريون الطرقات التي حولت يومياتهم إلى كابوس حقيقي رغم الإجراءات الردعية المتخذة من قبل المصالح المختصة فحسب التقارير الأمنية تشهد الجزائر يوميا 100 حادثا تخلف ما متوسطه 20 قتلى و223 جريح أغلبهم من فئة الشباب الذين يدفعهم حب المغامرة للمجازفة بأرواحهم كما أن الجريمة هي الأخرى تحصد يوميا مئات الأرواح فلا يمر يوم دون تسجيل وقوع شجارات في الشوارع والأحياء بل وداخل العائلة تكون نهايتها غالبا فقدان أحد الأشخاص إما ذبحا أو طعنا بالسكين لقد طغت لغة العنف على سلوكيات المواطنين بسبب النمو الديموغرافي الذي صاحب المجتمع ولم تهيأ له الظروف بسبب البطالة مع انعدام السكن ما جعله في رحلة بحث دائم عن كيفية تلبية دوافعه البيولوجية حسب المختصين في علم الاجتماع والنفس علما بأن الأرقام تشير إلى أن 42 جريمة ترتكب كل ساعة أي بمعدل 1000 جريمة في اليوم الواحد وكل هذا جعلنا نتساءل لماذا الجنرالات جعلوا كل شيء غالي في الجزائر إلا حياة المواطن.