بعد رفض المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، استقباله، شن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري هجوما حادا على التحالف الوطني الشيعي، بعد أن كان يرغب في استقبال السيستاني له من أجل بحث مشروع “التسوية السياسية”.
الصدر وفي بيان له قال :” بعد أن رفضت المرجعية العليا في العراق استقبال وفدكم الأعلى فعليكم النظر والتدقيق في أسباب ذلك الرفض والذي أتوقع أن يكون لأسباب معينة يمكنكم رفعها ولو تدريجيا من خلال مقترحات، من بين تلك المقترحات تغيير وجوهكم السياسية شلع قلع وتغيير سياستكم الخاصة والعامة، إضافة إلى محاسبة المفسدين المحسوبين عليكم بلا استثناء والنزول إلى الشعب ومعاناته وترك التحصن خلف الجُدر”، وأضاف الصدر في حديثه عن المقترحات :” وقف التدخلات الحزبية والمليشياوية في عمل الحكومة ودعم الجيش العراقي والقوات الأمنية والمجاهدين بما يحفظ للدولة هيبتها وقوتها، فضلا عن نبذ الخلافات وترك الصدامات الطائفية ليس من خلال التسوية السياسية المجهولة بل من خلال توحيد الصف المجتمعي ووفق أسس شرعية وقانونية مدروسة وممنهمجة، إضافة إلى الحفاظ على هيبة المرجعية في العراق وأوامرها وقراراتها ونصائحها وتوجيهاتها وتوجهاتها”.
وأكد الصدر على ضرورة ترك الخطابات التي وصفها بالإنفرادية والتعقيدية والتي لا جدوى منها، مع رفض استرايجية مرضي عنها من طرف المرجعية، وهو ما يجعل التحالف سيبقى أبدا تحت خيمة المرجعية، في إشارة إلى السيستاني.
وخاطب الصدر، صاحب أحد أكبر التيارات الدينية والسياسية في العراق التحالف الوطني بالقول :” المرجعية هي الممثل الأكبر للشعب وبالتالي رفضها لقائكم يعني رفض الشعب فتداركوا أمركم، بالإضافة إلى أنه ليكن عملكم من أجل رفعة العراق ودعم دولته دوما لا لأجل انتخابات أو أمور دنيوية أخرى، لعلنا وإياكم نبني عراقا آمنا وموحدا تحت غطاء المرجعية وأنظار الشعب المظلوم”، مختتما بيانه الرسمي بالقول :” لقد أبديت تعاوني سابقا من أجل بناء تحالفكم بصورة أخرى وثوب جديد، فإن شئتم ذلك فأنا على أتم الاستعداد على الرغم من أنني خارج التحالف”.
وكان حامد الخفاف، الناطق بإسم السيستاني قد قال يوم السبت أن المرجع الديني الأعلى في مدينة النجف العراقية، رفض لقاء قادة التحالف الوطني، ولا يرى أية مصلحة لزجه في موضيع التسوية هذا، مضيفا في بيان له :” يهمني التأكيد أن رئاسة التحالف الوطني والوفد المرافق طلبت موعدا للقاء سماحة السيد السيستاني الذي اعتذر عن لقائهم كما هي عادته منذ سنوات”، مستطردا :” اعتذار السيستاني على لقاء الوفد لنفس الأسباب التي دعته لمقاطعة القوى السياسية والتي ذكرتها المرجعية العليا في بيان شهير إبان الحركة المطلبية الأولى وأعادت تكرارها مرارا إبان الحركة المطلبية الأخيرة ولكن دون جدوى، التحالف الوطني أراد زج المرجعية في موضوع التسوية والسيد السيستاني لا يرى مصلحة في ذلك”.