2017 مثلها مثل 2016 و 2015 و 2000 الحال هو الحال ليس فيه جديد يذكر إلا من مظاهر الاحتفاء الزائف برأس السنة الذي درج نظام الحركي على القيام به في كل عام كنوع من التجسيد لممارساته الاستحمارية وسياساته الإقصائية في إدارة دفة الحكم في البلاد فلا تكاد ترى إلا ثقافة واحدة لمجموعة واحدة من جملة مكونات الشعب الجزائري هي السائدة في كل مظاهر الاحتفاء الزائف بشتى برامجه وفقراته بدءاً من خلفيات الاحتفال ومروراً بالفقرات التي تعرض وتؤدى على التلفاز وانتهاء بضيوف السهرات التي تركز عليهم كاميرات مصوري الفضائية الجزائرية وكأن الأمر تكريس للمقولة العربية (ما بها البلد إلا ها الولد ) نفس الفنانين نفس السياسيين مللنا من كل تلك الوجوه.
تأتي سنة 2017 والشعب الجزائري لا يزال واقفا في المربع الأول حيث كان قبل 5 عقود من الزمان بل ربما تراجع خطوات للوراء فخمسون عاماً ونيف من عمر الشعوب ليست بالأمر السهل إذ أن كثير من الشعوب والأمم التي حباها الله قيادات راشدة واسعة الأفق والصدر استطاعت وفي زمن أقل من ذلك أن تصنع من الإنجازات في مختلف المجالات ما يشبه المعجزات . والشعب الجزائري الصابر وبما خصه الله به من قوة التحمل كان يمكن أن يبدع في بناء و إعمار بلاده سياسياً واقتصاديا وثقافيا في زمن قياسي لو وجد قيادة حكيمة ولكن سوء الطالع وسخريات القدر جعلت ثمرة كفاحه الطويل تضيع بين مطرقة نظام لا يرى إلا بمقدار طول أنفه وسندان معارضة لا تجيد سوى فن مراوحة المكان وكثرة التشظي والانشطار فكثير من الأنظمة والحكومات التي وصلت إلى سدة الحكم في نفس فترة تربع الحركي على سدة الحكم في البلاد استطاعت أن تحدث حراكاً سياسياً ايجابياً في مجتمعاتها انعكس بدوره في المجالات كافة ولكن مكابرة الحركي وزمرتهم وإنكارهم لوجود مشكل سياسي تعانيه البلاد هو أُس البلاء وسبب الشقاء الذي لازم الشعب الجزائري المغلوب على أمره منذ إعلان الاستقلال فلا النظام يرغب طوعاً في الاعتراف بوجود المشكل الحقيقي والتقدم خطوة إلى الأمام بقبول الآخر و توسيع قاعدة المشاركة في الحكم ولا المعارضة قادرة على لملمة أطرافها وتجاوز خلافاتها وتوجيه الضربات الموجعة له مدنيا وسياسياً بما يحقق إجباره كرهاً على اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة لتجاوز هذا الواقع الأليم .
الحال هو الحال ونحن المغلوب على امرنا سننتظر المعجزات من السماء ربما تتغير الاحوال ومن يدري وأنا من جهتي قبل ان انام سأدعو الله ان يغير حالنا الى الافضل !!!!!!!!