من مِنَّا فِي هَذِه الدنيَا لا يسعى لِرِضَا الْنَّاس وَكَسْب وُدُّهُم مَن مِنَّا لا يَفْرّح بِكَلِمَة مَدَح وَثَنَاء لَكِن أَنَا وَأَنْتِ وَأَنْتَ وَهُو هَلَ وَصَلَنا واستطعنا إرضاء الناس لا لَم نُصَل وَلَن نَصِل لأَن ارِضَائهُم غَايَة لَن نُدْرِكُهَا أَبَدا فَكَمَا يُقَال ( لا يُعْجُبِهُم الْعَجَب وَلَّا لصِيَّام فِي رَجَب) لِلأَسَف هُنَاك أَشْخَاص زُرِعَ بِدَاخِلَهُم الْخَوْف وَالتَّرَدُّد انعدمت التقة فِيْهِم وَهذا كُلَه بِسَبَب هَؤُلَاء الْنَّاس الَّذِي يَسْعَى لإرضائهم وَإَن كَان عَلَى حِسَاب نَفْسِه تَجِده يَتَمَنَّى أَن يَكُون كَمَا يُحِب وَأَن يُظْهِر بِالشَّكْل الَّذِي يُرَغِّبُهُ لَكِن فِي الْأَخِر يَخْشَى ما سَيَقَوله هَؤُلَاء الْنَّاس هَل سيُعْجُبِهُم أَم لَا وإن مَشَيْنَا جَمِيْعَا عَلَى هَذَا الأساس نَسْعَى فَقَط لإرضاء غَيْرِنَا سَنَفَقد طُمُوحَنَّا سنفقد ثِقْتِنا فَهَل مِن الْمَعْقُول أَن نَّفْعَل أَشْيَاء لا نُرغبهَا فَقَط مِن أَجْل أِرِضَاء الْنَّاس. فَيَجِب أَن نجْعَل مُرَادَنا هُو أِرِضَاء رَبِّنا وَرِضَاء أُمُّنا وَ أَبِينا وإرضاء نَفْسَك و قَنَاعَتِك و ثِقَتُك وَبَعْدَهَا رِضَا الْنَّاس عَنْك وَلَكِن لَا تَجْعَل إرضائهم هُو هَدَفك رغم انه يَتَعَارَض مَع رِضَا رَبِّك وَرِضَا نَفْسِك تَأَكَّد أَن هُنَاك مَن يَكْرَهُك مِن يَحْسُدُك مِن يَسْعَى لزَعزَعَتك فَتَأَكَّد أَن مَشَيْت خَلَف هَؤُلاء لَن تَتَقَدَّم خُطْوَة إِلَى الْأَمَام سَتَقِف فِي مَكَانِك فَقَط مِن أَجْل إرضائهم قَال الامام الشَّافِعِي رِضَا الْنَّاس غَايَة لَا تُدْرَك وَلَيْس الَى الْسَّلامَة مِن أَلْسِنَة الْنَّاس سَبِيِل فَعَلَيْك بِمَا يَنْفَعُك فَالَزَمْه . سَأَخْتِم حَدِيْثِى وَطَرْحِي هَذَا لَكُم بَقُصّة لِجُحَا كَان يُرِيد أَن يُثَبِّت بِأَن رِضَا الْنَّاس وَكَلامُهُم غَايَة لَا تُدْرِك مَشَى جُحَا وَ ابْنُه مَع حِمَارْهُما فـانْتَقْدَهُم الْنَّاس لأنهم لَم يَسْتَغِلُّوا وَسَيْلَة الْنَّقْل الْحَمــار .. فـرَكِب جُحَا وَ ابْنُه عَلَى الْحِمَار فانْتَقَّدُوَهُم الْنَّاس بعَدِيمّي الْرَّحْمَه كَيْف يَرْكَب 2 عَلَى حَمـار .. نَزَل جُحَا وَتَرَك وَلَدَه فانتقدوا الْنَّاس الإبن وَقـالْوَا إِنَّه ولد عــاق .. نَزَل الْابن وَرَكِب جُحَا فَقـالْوَا عَن جَحــا انَّه لَا يَرْحَم وَأَنَّه قـاسْي عَلَى ابْنَه .. قـام جَحـا وَ ابْنُه وَحَمَلـوا الْحَمـار وَهُم يَمْشُون فَضَحِك الَنــاس عَلَيْهِم لجنونهم .. إِذَا رُضـا الَنـاس غَايَة لا تُدْرِك فبالله عليكم من انتم .