خرجت بعض الأصوات من داخل إسرائيل لمطالبة صناع القرار في السلطات المحتلة إلى الإنضمام إلى جانب إيران واللال الشيعي في مواجهة العالم السني وتحديدا المملكة العربية السعودية، منتقدة جميع التوجهات التي قالت أنه يجب التقارب مع الدول السنية ووهو ما كانت إدارة بنيامين نتنياهو القيام به من أجل حل مشاكله مع الفلسطينيين.
وقال المحامي الإسرائيلي إيلي نيخت، وهو الذي يعمل كمساعد لنائب الكنيست الإسرائيلي إن الحقائق التاريخية تقول أن المصالح التاريخية والقيم اليهودية هي أقرب بكثير من إيران إذا ما قيست مع العالم السني، مضيفا في مقال نشره على صحيفة “هارتس” العبرية :” في الوقت الذي يتجه فيه العالم السنّي إلى مزيد من التطرف الديني، فإن إيران تتجه إلى العلمانية، ويمكن القراءة في بعض الأدلة كمثلا تراجع معدلات الولادات في إيران، الذي يعد مؤشرا على تعاظم التوجهات العلمانية للجمهور الإيراني، ما يدلل على أن المستقبل لا يخدم الطغمة الدينية التي تحكم إيران حاليا.
واعتبر نيخت أن الشاب الإيراني يعتبر النموذج الأكثر ميلا نحو العلمانية في العالم الاسلامي، مقتبسا كلام بعض المحللين الداخليين في إيران، والذين قالوا أن الشباب الإيراني لم يعد يقتنع بشعار الثورة الإيرانية “الاسلام هو الحل”، مشددا على ميل الإيرانيين للثورة على نظام الحكم هو أكبر بكثير من ما عليه العالم العربي، حيث كانت إيران قد مرت بثلاث ثورات كبيرة في سنوات 1906 و1951 و1979.
وأضاف ذات المتحدث :” حالة العداء القائم حاليا بين إسرائيل وإيران هي نتاج قرار سياسي اتخذته قيادة الدولة ولا يعكس توجها دينيا، على أن القيادة الإيرانية توظف عداءها لإسرائيل للاستهلاك المحلي ولتحسين هامش المناورة لديها في مواجهة العالم السنّي”. مستطردا :” ما يقلص مكانة إيران كمصدر خطر لإسرائيل حقيقة أنه لا توجد “لدينا معها حدود مشتركة ولا يوجد تناقض في المصالح الاستراتيجية والاقتصادية، بل على العكس هناك الكثير من القواسم المشتركة التي يمكن أن تدفع الدولتين لجني الكثير من الأرباح من العلاقة الثنائية”.
كما دعا الخبير الإسرائيلي القيادة في سلطات الإحتلال إلى إيجاد طريقة كفيلة بالوقوف بجانب المعسكر الشيعي ضد المعسكر السني، وذلك بسبب منظومة القيم والقواسم المشتركة والماضي في العلاقات القوية، مؤكدا أن جميع القواسم التي تجمع في الوقت الحالي ما بين العالم السني وبين إسرائيل لن تتعدى كونها قواسم مؤقتة، قابلة للتبخر في أي وقت.
واستذكر الخبير الإسرائيلي تاريخ البلدين، حيث أن إيران كانت من أبرز الداعمين لإسرائيل منذ إعلان قيامة سنة 1948 وحتى سنة 1979، عند قيام الثورة الإيرانية، حيث كانت إيران من أوائل الدول التي اعترفت بقيام دولة إسرائيل على الأراضي المحتلة.
كما استدعى ذات المتحدث ما أسماه عمق التعاون الأمني والإستخباراتي والشراكات العسكرية والاقتصادية التي كانت قائمة بين البلاد الفارسية وإسرائيل، وهو ما كان قد وصل إلى حد تطوير مشاريع صناعية عسكرية مشتركة بين البلدين.