بعد عشر سنوات على اندلاع الربيع العربي تحوّلت منطقة شمال أفريقيا وخاصة الجزائر إلى خزان للتيارات الجهادية العابرة للحدود ومرتع للتطرف في صفوف الشباب فبسبب فشل الحراك في تحقيق الأحلام المنشودة من ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية برزت حالة من الإحباط في صفوف الشباب دفعت العديد منهم إلى تبني الإيديولوجيات المتطرفة أو رمي بأنفسهم إلى البحر.
فثمة انقسام في الجزائر ناجم عن الهوة بين الأجيال فالشباب يعانون من صعوبة في إيجاد عمل ويشعرون بأنهم مستبعدون عن المشهد السياسي الذي لايزال يسيطر عليه سياسيون من الجيل القديم ووسائل العمل القديم في ممارسة السياسة كم أن هناك انقسامات إيديولوجية واجتماعية كبيرة بين الشمال المتطور وبين الجنوب المُهمَل من البلاد ولطالما طغى النقاش الخلافي حول الحقوق الدينية والحريات الفردية على هذه الانقسامات العميقة إلا أنها عادت لتطفو مجدّداً على السطح خلال هذا رمضان ويشرح هذا الشعور بالاستياء والإقصاء جزئيّاً أسباب الانجذاب المتزايد نحو المجموعات المتطرفة في أحياء الجزائر الفقيرة والمناطق المهمّشة ولم تهدأ بعد حمأة الجدل حول الإسلام السياسي وثمة خلاف حاد داخل أحزاب الإسلامية والمجتمع الجزائري الأوسع حول دور الدين في السياسة بينما يحاول قادة الحراك الجدد احتواء تأثيرات الاضطراب الجهوي ومحاربة الهجمات الإرهابية المتصاعدة للمخابرات الجزائرية ومن شأن هذه الإجراءات أن تهدّد تجربة البلاد في تعزيز الشمولية للجميع وبناء الإجماع السياسي وهدا ما يسعى له الجنرالات إلى تحويل الجزائر إلى خزان للمتطرفين .