بينما تشير عشرات التقارير إلى وجود نقص حاد في المواد الغذائية والطبية في الجزائر وخاصة في الولايات الجنوبية حيث ذكرت العديد من الصفحات على الفيسبوك أن هناك نقص كبير في الزيت والسميد والمواد الغذائية الأخرى بالجزائر وأن الأسر في الجنوب لا تستطيع شراء المواد الأساسية حتى ولو توفرت حيث تضطر في معظم الأحيان إلى بيع أثاث المنزل لشراء المواد الغذائية…
ورغم كل هذه المعاناة للشعب الجزائري فإن الجنرالات وبكل وقاحة ارسلوا من المطار العسكري لبوفاريك طائرتين محملتين بـ 60 طن من المساعدات الغذائية (زيت وحليب وسميد وسكر وتمر) للنيجر في وذلك من اجل شراء ذمم الرئيس الجديد والتغطية على فشلهم في الانقلاب عليه لكن المهم في هذا كله هو تجويع الشعب الجزائري فقد كانت ولا تزال سياسة الجنرالات تسير وفق المعنى للمثل القائل: (جوّع كلبك يتبعك) وهو كناية عن الإذلال الذي يولّد التبعية فرأوا أن خير وسيلة لضمان تبعية الشعب الجزائري لهم هي جعلهم يرزحون تحت ضغط الجوع والعوز ليظلوا دائمًا مرتبطين بتلك اليد التي تمتد إليهم لتسد رمقهم بقطعة الخبز التي تقذفها لهم كلّما تضوروا جوعًا فيفرحوا بها وتظل قلوبهم ممتنة وشاكرة لتلك الأيدي الكريمة اللئيمة فهذه السياسة يستبطن في داخلها معنى مقابلاً وهو أن رفاهية الشعب الجزائري والاستجابة لمطالبه يجعله يتقلب في رغد العيش ما يؤدي به في اعتقاد الجنرالات إلى رفاهية الفكر ورفاهية الوعي ما يدفعه للمطالبة بحقوقه والمطالبة بالحقوق معناه القضاء على الفساد وهذا معناه في عقيدة الجنرالات الديكتاتوريين تعالٍ على السلطة وتهديد لكرسيهم الذهبي و هذه هي الفكرة التي ترتعد لها فرائص الجنرالات الدين آثروا إذلال الشعب الجزائري ليظل تابع لهم إن هذا الأسلوب الديكتاتوري ربما كان مسكوتًا عليه في أزمنة مضت حين كان الفرد مغلوبًا على أمره منعزلاً عن العالم فكريًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا أمّا اليوم فقد انفتحت فضاءات الشعوب وأصبح العالم كله يأتي بين اليدين بضغطة زر واحدة على جهاز لا يتعدى كف اليد أحيانًا فقد أصبحت العين ترى والعقل يُفكِّر والوعي يُشكِّل والنفس تطمح والتغيير يُغري الجميع بألوان طيفه الجذّابة لإسقاط نظام الجنرالات واستقلال الجزائر.