وأنت تستمع لخطابات حاكم الجزائر الجنرال شنقريحة عن الحرية والعدل واحترام الدستور والقانون والدفاع عن الشعب والوطن تشعر باشمئزاز وتقزز وتتساءل هل هؤلاء الجنرالات بشر مثلنا وهل في عجينتهم ذرة صلصال من أرض الجزائر وفي دماءهم قطرة واحدة من دم الشهداء وفي قلوبهم نبض واحد في حب هذا البلد المغدور وهل في رؤوسهم ما يشبه المخيخ والمخ كباقي الخليقة؟…
فالفريق قائد الأركان ونائب وزير الدفاع الوطني الجنرال شنقريحة أدخل تقليدا غريبا عجيبا ولأول مرة فيما أعلم في تاريخ جيوش العالم هو تحويل اللقاءات والزيارات والمناورات إلى خطاب يحاكي الشعر في مدح الجيش وتعداد بطولاته وإنجازاته في الحروب الوهمية وأن لولا الجيش لكانت الجزائر الأن من الدول الفقيرة والمتخلفة وفعلا اليوم بفضل الجنرالات والجيش الجزائر أصبحت من الدول المتقدمة في الطوابير فالشعب الجزائري يقضي وقته كله في الطوابير كما أن الجنرال شنقريحة يحمل سيفين و يمارس المهام الموكلة إليه بصفته حاكم الجزائر تحتهما سيف عسكري بوصفه فريقا وقائدا للأركان وسيف سياسيي بوصفه الرئيس الحقيقي للجزائر ولذلك لا يتردد الجنرال شنقريحة بتأكيد أنه ملك الجزائر في خطبه و كلماته وهو الذي يتحدث بصفة شبه يومية بعشرات المرات أكثر من أي سياسي أو مثقف في الجزائر بين ما يدلي به من توجيهات عسكرية وما يبعث به من رسائل سياسية لهذا الطرف أو ذاك من أشباه السياسيين والمثقفين الذين يَدَعُونْ أن الجيش هو حل المشاكل متناسين أن الجيش في الجزائر لا يمكن أن يكون الحل لأنه جوهر المشكلة.