قامت صحيفة ” أ بي ثي” الاسبانية بنشر تقرير كامل عن حوار مع ديفين مينوي، مراسلة صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، والتي تحدثت عن مقتطفات في حياتها التي عاشتها في ظل نظام آيات الله الإيراني، وذلك قبل شهور قليلة من نهاية ولاية الرئيس الحالي حسن روحاني الذي كان حكمة “فترة إصلاحية” سياسية في البلاد
وقالت الصحيفة الإسبانية أن قيام المملكة العربية السعودية بإعدام مواطن سعودي شيعي بتهمة التخابر مع الجمهورية الإيرانية التي تعتبر العدو الأول للرياض، يأتي في إطار حرب ثنائية مشتعلة بين أكبر بلدين متبنين لمذهبين اسلاميين مختلفين تماما هما المذهب السني والمذهب الشيعي، وذلك من أجل تقوية السقوط والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، مضيفة أن إيران هي الأخرى لا تتمنع عن ممراسة هذه الأمور الطائفية بل على العكس تماما.
وقالت الصحفية الفرنيسة :” اليهودي يكتسي أهمية أكبر من السني الذي يعيش في إيران، وانتسابك لليهود يمنحك امتيازات تفوق ما لدى السنة في هذا البلد”، مضيفة في حديثها عن الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم “بلاد فارس” :” بعد الانفتاح الذي عاشته إيران خلال فترة حكم خاتمي؛ حكم البلاد محمود أحمدي نجاد، حيث وضع حدا لهذا الوضع، الذي لم يؤدِّ إلى أي نفع على الفئة الفقيرة في إيران. وبالإضافة إلى ذلك؛ ساهم نجاد في إسقاط البلاد في نوع من تراجع للهوية، مما أدى إلى سحق آمال التغيير في البلاد”.
وعن فترة حكم حسن روحاني قالت ذات المتحدثة :” روحاني خفف من قمعه في السنوات الأخيرة؛ ربما خوفا من الربيع العربي، وبسبب الوضع في سوريا واليمن، بالإضافة إلى المفاوضات التي قادها بشأن الاتفاق النووي الإيراني”، مستطردة :” ينتظر الرئيس الإيراني المقبل العديد من التحديات، وخصوصا مع وصول ترامب إلى الحكم في أمريكا، وهو الذي أدان التقارب بين واشنطن وطهران. وعموما، فإن هذه التقلبات والمد والجزر في ميزان إيران العالمي؛ ستضيف المزيد من التوتر في منطقة الشرق الأوسط” وذلك في تعليقها على نتائج الإنتخابات الإيرانية المرتقبة”.
وقالت مينوي حول الكيفية التي يمكن من خلالها الإندماج مع المجتمع الإيراني بالقول :” هناك طريقتين للعيش في إيران؛ إما الانعزال عن المجتمع داخل مجموعة من المغتربين، أو الانغماس الكلي والعيش مثل الإيرانيين. وقد اخترت الحل الأخير الذي يتطلب الكثير من التضحيات والمقاومة”، مضيفة :” الخوف أمر اعتيادي في إيران، كما أنه ليس أمامك خيار سوى التنازل عن حقوقك كامرأة؛ لتتمكني من العيش في هذا البلد”.
وعبرت المراسلة الصحفية الفرنسية عن صدمتها عندما اكتشفت نمط العيش الإيراني حيث قالت :” الكثير منهم يعيش في عالمين متوازيين، كما أن كل إيراني يرتدي قناعا مختلفا يعيش به؛ بحسب الظرف والمكان الذي يتواجد فيه،الحياة في هذا البلد تعاني من الانفصام، فهناك ثقافة الداخل، وثقافة الخارج. وفي هذا الإطار، تنتهك المرأة في الداخل القوانين التي تمنعها من استعمال مستحضرات التجميل، أو ارتداء الملابس الخليعة، أو مشاهدة القنوات الأجنبية، في الداخل؛ يمكن للنساء تنزيل أفلام هوليود المحظورة، أو طلب المشروبات الكحولية، شرط وضعها في زجاجات بلاستيكية مخبأة داخل أكياس القمامة. أما في الخارج، فيجب على الكثير من الرجال والنساء التصرف على عكس ثقافة الداخل”.