بعد التصريحات الجديدة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها أن القدرة العسكرية لبلاده قادرة على ارغام دول الشرق الأوسط على توقيع اتفاقيات السلام، طرحت العديد من الأسئلة حول السبب ومدى عجلة حكومة نتنياهو لتوسيع اتفاقيات السلام مع دول جديدة بالمنطقة العربية.
وكان نتنياهو قد قال في احتفال بذكرى دافيد بن بوريون وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي إن البلد القوي هو وحده القادر على الصمود في الشرق الأوسط، وهو الذي سيكون قادرا أيضا على توقيع عدد من معاهدات السلام من دول أخرى، مضيفا :” مواصلة تعاظم قوتها العسكرية والاستخباراتية والطائرات المقاتلة والغواصات والأسلحة الدفاعية” مشيرا في الوقت ذاته إلى “وجوب قدرة الجيش على نقل الحرب إلى أراضي العدو كما جرى في حروب سابقة، وهو ما يؤكد تصريحات سابقة له كان قد قال فيها أن تحقيق السلام مع العرب هو السبيل الحقيقي نحو تحقيق السلام مع الفلسطينيين، حيث أضاف :” ما يبعث الأمل في النفس هو أن العديد من الدول العربية لم تعد ترى في إسرائيل عدوا لها بل حليفا، كنا نعتبر في الماضي أن الاختراق على المسار الفلسطيني سيحقق لنا سلاما أوسع مع العالم العربي فيما صارت الاحتمالات القائمة في الوقت الراهن تشير إلى أن السلام سوف يتحقق عبر مسار عكسي”.
وأشار نتنياهو :” ما يبعث الأمل في نفسي هو التغيير الكبير الحاصل في موقف العالم العربي من خلال مكافحة الإرهاب الإسلامي والإسلام المتطرف سواء كان بقيادة إيران أو داعش”، على حد وصفه.
من جهته قال عدنان أبو عامر المحلل السياسي المختص في الشئون الاسرائيلية عدنان أبو عامر في تصريح صحفي أن اسرائيل نعم هي محتاجة لتوسيع اتفاقيات السلام مع عدد من الدول العربية، على غرار ما حصل مع مصر والأردن إلا أنها ليست مستعجلة في ذلك على الأقل في الوقت الحالي.
وأضاف ذات المتحدث :” الإسرائيليون يعملون بمبدأ نريد العنب دون أن نقاتل الناطور والتقدم الحاصل في العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل قطع شوطا طويلا على الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية خاصة الدول العربية الوازنة بعيدا عن التي وقعت معها اتفاقات سلام”، مشددا على أن المسئولين الاسرائيليين أكدوا في أكثر من مرة أنهم لم يعودوا يكتفون بالتلميح فقط إلى أن اتفاقيات سلام جديدة قطعت شوطا كبيرا مع دول عربية، بل أصبحوا يريدون توقيع اتفاقيات مكتوبة، مستطردا :” الإسرائيليون ليسوا على عجلة لأنهم يعتقدون أن حجم العلاقات مع الدول العربية تؤدي المطلوب منها حاليا لكنهم ليسوا معنيين كثيرا بحرق مراحل للوصول إلى اتفاقات لا تحقق لهم مكاسب عظيمة”.
وأفاد الباحث العربي في الشئون الاسرائيلية أن تصريح نتنياهو يأتي قبل مدة قصيرة من قوله :” اتفاق سلام شامل وكامل مع الفلسطينيين يجب أن يتم تحت مظلة عربية”.