في علم النفس السبيل إلى أن تفرض سيطرتك على إنسان ما هو أن تجعله يعاني وهذا هو أسلوب الجنرالات المفضل في حكم الجزائر وحتى لا أتهم بجلد الذات واحتقار أبناء جلدتي أقول إنهم ليسوا بدعا من الشعوب فقد جربت أمم غيرهم ولا تزال الاستبداد وويلاته ولا تحرك ساكن والمصريين خير دليل…
والاستبداد بالنسبة للجزائريين يرجع في اعتقادي إلى عاملين أساسين هما: عامل “عبادة القوة” ويتمثل في تأليهنا لمن يملك القوة والسلطة وإن حصل عليها بطريقة غير شرعية وهذا التأليه يصنع بالضرورة طغاة من أمثال بومدين والجنرال توفيق وشنقريحة أما العامل الثاني فهو الثقافة الدينية التي تعزز الطغيان والمتمثلة في الطاعة المطلقة للجنرالات خشية من فتنة الخروج عليهم وإن ضرب الظهور وسرق الأموال وهذا النوع من الطاعة المطلقة للجنرالات هو الذي يروج له الإعلام عبر هيئة كبار العلماء والزوايا التي تعطي الجنرالات العصمة وتحرم الخروج عليهم إلا أن يرى أهل الحل والعقد منه “كفرا بواحا” ويكون عندهم فيه من الله برهان بل إنهم يحرمون على الشعب الجزائري قول كلمة الحق أو إظهار فساد الجنرالات للعامة ويعتبرون ذلك من قبيل التحريض على الفتنة التي تغط في نوم عميق لا يوقظها الظلم والقمع والفساد من سباتها وإنما إشارات الحقوقيين والنشطاء السياسيين إلى وجودها ومن هنا بعد انتشار خبر مرض كلب الجنرالات تبون وأن حالته حرجة تخوف الكثير من الأحرار من عودة ظاهرة عبودية الكادر والتي كانت في عهد بوتفليقة كما تخوف المواطنين من الرجوع إلى الحجر الصحي حيث أكدت الوزارة الأولى في بيان لها إحتمال العودة إلى الحجر المنزلي الجزئي أو الكلي في حال عدم إحترام التدابير الوقائية لتجنب تدهور الوضع الصحي ولكن هذه كلها أسباب واهية أم السبب الحقيقي للعودة إلى الحجر الصحي هو تدهور حالة تبون الصحية.