في واحدة من أغرب حوادث الاختطاف التي شهدتها الجزائر، فقد تعرضت تلميذة في القسم التحضيري بالمدرسة الابتدائية مسلم مسعود بجسر قسنطينة في العاصمة لمحاولة اختطاف، يوم الثلاثاء الماضي، في الفترة المسائية، و المختطفة لم تكن سوى تلميذة أخرى تدرس بالقسم الخامس مع شقيقة الضحية.
و تعود تفاصيل القضية حسب قريب للضحية في تصريحه لأحد وسائل الإعلام الوطنية، إلى يوم الثلاثاء الماضي على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال، حيث دخلت التلميذة المختطفة من الباب الخلفي للمدرسة التي لا يوجد بها حارس، وقصدت القسم التحضيري الذي تدرس به الطفلة التي تبلغ من العمر خمس سنوات وحبكت سيناريو لا يخطر على بال أحد، حيث أخبرت المعلمة أن أستاذة في قسم آخر قد أغمي عليها فهرولت المعلمة مسرعة لاستقصاء الأمر، لتأخذ المختطفة الضحية بعد أن أقنعتها أن والدها ينتظرها خارجا وذهبت معها الطفلة دون مقاومة بما أنها تعرفها جيدا فهي تدرس مع شقيقتها في نفس القسم.
وبعد أن مشت بها نحو 400 متر بدأت الطفلة في البكاء والصراخ بعد أن عنفتها المختطفة بالضرب، فتدخل الناس لإنقاذها واصطحابها إلى المدرسة، ليتقدم والدها بشكوى لدى مصالح الأمن التي باشرت تحقيقات معمقة لمعرفة ملابسات القضية، بغرض الوصول إلى الشخص الذي حرض الفتاة على فعلتها هذه، إلا أنها قالت إنها قامت بمحاولة اختطاف الضحية بدافع الغيرة من شقيقتها التي تدرس معها بنفس القسم، وكانت تنوي إخفاءها عن الأنظار حتى تصيب العائلة بالهلع وتتأثر نفسية شقيقتها.
حادث الاختطاف هذا الذي انتهت فصوله بسلام دون أن يخلف ضحايا، و إن خلف أزمة نفسية، فإنه يحتاج إلى دراسة نفسية و اجتماعية تنطلق من ظاهرة الاختطاف التي انتشرت على نطاق واسع حتى وصلت للأطفال، بل أكثر من هذا أن تصل إلى المدارس الإبتدائية، فحادث كهذا لا يجب أن يمر مرور الكرام و نكتفي فقط بالتحقيقات الأمنية التي تعتمد مقاربة أمنية، و لكن يجب فتح دراسات تربوية بيداغوية نفسية لمقاربة هذا الحادث حتى لا يتكرر مرة أخرى، خصوصا أن الأسر الجزائرية تعيش في الآونة الأخيرة على أعصابها عند خروج أبنائها إلى حين عوةدتهم من المدرسة أو من اللعب.