تعتبر المؤسسة العسكرية في بلادنا صانعةً للرؤساء حيث لم يفوت الجيش أي فرصة لصناعة رؤساء الجزائر وهذا ما حدث مع الرئيس الحالي تبون لكن سرعان ما اندمج تبون مع الوضع وصراع الجنرالات والذي مكنه من فرض بعض السيطرة على المؤسسة العسكرية هذه السيطرة تجلت في الموافقة على التخلص من القايد صالح وتعيين قائد القوات البرية الفريق شنقريحة خلفًا له ليبسط هذا الأخير سيطرته المطلقة على المؤسسة الأمنية والعسكرية بالتخلص من كل الجنرالات المنافسين سواء عبر القتل أو الاعتقال أو حتى المصير المجهول كما هي حالة الجنرال لغريس والذي لا يعرف مصيره حتى الأن….
ومن هنا راهن الكثير في الداخل الجزائري أنّ معركة التغيير داخل الجهاز العسكري قد انتهت بسيطرة الفريق شنقريحة وجماعته وذلك بعد إبعاد أقوى منافس لشنقريحة الفريق الأول علي بن علي وبعد حملة الإقالات الكبيرة التي شهدها قطاع الدفاع بناءً على توصيات الفريق شنقريحة رأى الكثير من الخبراء أن موعد الخلاص من مهزلة حكم تبون قد اقترب فهو أضعف وأغبى رئيس عرفته الجزائر مند (الاستقلال) فهو يحاول تقليد بومدين ويعيش بنمط السبعينات ونسي أننا في القرن 21 وبروباغندا الإنجازات الوهمية انتهت لكنه غبي ومزال يدعي أن الجزائر تمتلك احسن منظومة صحية واحسن منظومة تعليمية وأن القوى العظمى تخاف من الجزائر وينتظر من خلال هذه الأكاذيب أن يصدقه الشعب الجزائري ويصفق له وهذا ما ورط نظام الجنرالات دوليا وجعله أضحوكة والجميع شاهد حلقة استهزاء المصري “جو شو” بنظام الجنرالات… لكن في خضمّ الحديث عن غباء وتخبط تبون في تسيير الجزائر وارتفاع الأصوات المطالبة بعزل «الرئيس الكذاب» يبرق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتبون برسالة يعبر فيها عن إشادته بالالتزام الحاسم لتبون من أجل تطوير الشراكة التي تربط الجزائر وفرنسا والتي وصفها بالاستثنائية وذهب ماكرون في مديحه لتبون لأبعد حدٍ إذ وصف تبون بمنقذ الجزائر وأن العلاقات بين فرنسا والجزائر ستصل إلى مستوى لم يسبق أن وصلت إليه في عهد رئيس أخر رسالة ماكرون الداعمة لتبون جعلت كلَ من يفكر في الإطاحة بتبون يفكرّ جيدًا أن فرنسا لن تسمح بقلب حكم رئيس سيمنح فرنسا امتيازات غير مسبوقة بل قالت مصادرنا أن فرنسا أعطت الضوء الأخضر لتبون للإنقلاب على شنقريحة وشرذمته تماما كما فعل بوتفليقة مع الجنرال محمد العماري وبسط يده على كل مفاصل الدولة .