أصبح التذرع بمكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومي وسيلة الجنرالات لتبرير ما يقومون به من انتهاكات بحق الشعب الجزائري لدرجة أن نظام الجنرالات أصبح ينافس الولايات المتحدة والدول الأوروبية في المتاجرة بمكافحة الإرهاب كما أن هذا النظام الرخيص ليس عنده مشكل في استعمال أبناء الجزائر كحطب لمؤامرتهم القذرة وأخرهم المرحوم العريف “زناندة مصطفى” الذي أخذته أيادي الغدر الاستخباراتية في مسرحية عين الدفلى …
وفي الواقع يعتبر لجوء الجنرالات في بلادنا إلى افتعال أعمال إرهابية ليس حدثاً جديدا فالجنرالات مند (الاستقلال) يعتمدون على صناعة الخوف من أجل كسب ولاء وتأييد الشعب في ما سيقومون به من أفعال عدوانية تجاه هذا الخطر المزعوم بحجة درئه وإقصائه وإبعاده مثل الدخول إلى مالي لقتل الأبرياء تحت أوامر ماما فرنسا وبهذا يكون نظام الجنرالات قد وجد في التدابير الأمنية التي سينهجها حجة يستند إليها في هروبه من مواجهة مشكلاته الحقيقية الداخلية (البطالة والصحة والتعليم) من جهة وتكون في الوقت نفسه قد حققت أهدافه ومصالحه الخاصة من جهة أخرى لكن هل يعقل أن تكون سياسة تصنيع الخوف هذه صدفة في زمن لم يعد فيه أحد يؤمن بالصدف أم أن هناك مؤسسات وأنظمة تعمل بشكل مدروس على تصنيع ثقافة الخوف وبشكل مقصود من أجل تحقيق أهداف خاصة ومصالح ذاتية لذلك على أحرار الجزائر ألا يقعوا في فخ اسمه (محاربة الإرهاب) وهذا الفخ ليس سوى سياسة تُحول الخوف من خلال أداة الإعلام إلى سلعة تُباع وتُشترى كباقي السلع تدر على مُصنعيها أموالاً طائلة قد لا تدره عليهم أي تجارة أخرى حيث تمكن الجنرالات من إحكام سيطرتهم بشكل أكبر من خلال ترويع المواطنين ودس الخوف في قلوبهم ونفوسهم من أجل إبقائهم في حالة دائمة من عدم الثقة بمجتمعهم وأرضهم ومستقبل بلادهم فلا يجدون فرصة أمامهم للتخلص من هذه الحالة سوى تبنيهم الحلول التي يقدمها لهم الجنرالات.