اعتبر الفنان السوري، جمال سليمان، المعارض لنظام بشار الأسد أن المشهد السوري أصبح شديد التعقيد، وأن منطقة الشرق الاوسط بأكملها تيش كارثة وطنية وإقليمية ودولية اختارت وطن السوريين مسرحا لها، معتبرا أن كلما تحدث أحدهم أو هو نفسه عن الشأن الداخلي السوري والأمور التي يعيشها والاحتمالات التي تصب فيه، وجد نفسه يتحدث عن التنجيم أكثر من السياسة وقواعدها.
جمال سليمان قال في حوار له مع جريدة “الأخبار” وهي أحد الصحف التابعة لحزب الله اللبناني أحد أكبر الداعمين لنظام بشار الأسد أن الوضع بسورية أصبح شبيها بفجوة سوداء كبيرة جدا، وهو ما جعل الحديث عن التقسيم ولو عبر المسميات المختلفة أصبح حديثا عاديا وروتينيا، كما أصبح التدخل الخارجي سواء سياسيا أو عسكريا أمر عادي وغير صادم، بل وليس حكر على دولة أو طرف معين.
وأضاف الفنان السوري الشهير: “المسؤولون العسكريون والأمنيون من دول مختلفة يجتمعون للتنسيق كي لا يصطدم هذا بذاك خطأ، وهناك معلومات عن دول تنشئ قواعد عسكرية على الأرض السورية وكأنها أرض مشاع، ودول تصدر مقاتليها أو مقاتلين تستأجرهم وكأنها تصدر مبيدات، أو أسمدة أو أي سلعة أخرى، كما أن الشرخ الطائفي أصبح عميقا، وتحوّل إلى حديث عادي كأي حديث آخر، ولم يعد حكرا على بسطاء حُرموا نعمة التعليم، بل إنه أصبح دارجا على لسان الشرائح المتعلمة أيضا”، مستطردا عندما تحدث عن الحل في هذا الوضع الصعب :” مع هذا المناخ الصعب، علينا أن نكون وطنيين، وأن نفكر في حلول قابلة للحياة ولديها القدرة على إنقاذ هذا الوطن، والخلاص من الخرافة التي يتم الترويج لها بشدة، وهي أن البديل سيكون حتما إسلاميا متشددا”، معتبرا أن الحل العادل هو الذي سيكون بإمكانه إعادة تشكيل الإصطفاف في الداخل السوري، وسيقوم بتجفيف المستنقع الذي عرف نمو جميع المظاهر العنيفة واللاوطنية والغلو التشدد حسب وصفه.
وقام سليمان بالكشف أيضا عن بعض الكواليس التي عرفتها منصة القاهرة للحديث عن الأوضاع اليوم، حيث قال :” تغيرت ظروف كثيرة، وتسلل اليأس إلى قلوبنا، وبعضنا بحث عن نوافذ أخرى، ولكن الأكثرية، وأنا منهم، ما زالت تعتقد بأن وثائق القاهرة، وهي الأهم، ما زالت فعالة وفيها تصور وطني متكامل ومتّسق مع تفاهمات جنيف وفيينا وقرارات مجلس الأمن، وأدّعي أنه لو أتيحت لها الفرصة فستستقطب أغلبية سورية حولها”، مضيفا :” كنتُ من الذين مثلوا مؤتمر القاهرة في عدة اجتماعات مع عدد كبير من الجهات الدولية كي نقول لهم: في سوريا هناك معارضة مدنية لا تتبع دولة بعينها ولا تأتمر بأوامر أحد ولديها مشروع وطني جامع، كنا نفاجأ في كثير من هذه الاجتماعات،بتركيز الطرف الآخر على مسائل فرعية، وعلى محاولة استنتاج من يقف خلفنا وعن أي قوة إقليمية أو دولية نعبّر، وما غاية هذه الدولة أو تلك من دعمنا، أكثر من تركيزه على مضمون رؤيتنا، مع ذلك أنا مؤمن بأن ساعة الحل إذا أزفت فستتكفل بعودة المجتمع الدولي إلى ما أنتجناه وأنتجه غيرنا من المعارضة الوطنية من وثائق، لتكون ركيزة لحل وطني جامع يرضي غالبية السوريين”.