اعتبر احمد الطيب، شيخ الأزهر المصري احد اهم الأماكن والمؤسسات الدينية في العالم الاسلامي ان المجتمعين في مؤتمر الشيشان تم استغلالهم مو طرف المتربصين بالأزهر، مؤكدا على انه غير مسئول تماما عن بيان المؤتمر النهائي والذي تم فيه استثناء السلفيين من قائمة أهل السنة والجماعة والتي اقتصرت على الاشاعرة والماتدرية والصوفية.
وقال الطيب ان المنهج الموجود في الأزهر والذي تربى عليه الازاهرة من بينهم هو نفسه يقول ان السلفيين او ما يعرف بأهل الحديث هم من أهل السنة والجماعة مطلقا، موضحا انه في نفس الوقت ان وفد الأزهر والذي شارك فيه في الاجتماع لم يكن يعلم أبدا ما تم كتابته في البيان النهائي وهو ما يعني عدم مسئوليته عن ذلك.
وقال شيخ الأزهر موجها كلامه الى السلفيين : “يا أهل السلف أنتم من جملة أهل السنة والجماعة، وهذا المفهوم بهذا العموم الذي يشمل علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدثين وأهل التصوف والإرشاد، وأهل النحو واللغة، أكده قدماء الأشاعرة أنفسهم منذ البواكير الأولى لظهور هذا المصطلح بعد وفاة الإمام الأشعري”، مضيفا :” مفهوم أهل السنة والجماعة ليس بقاصر على الأشاعرة والماتريدية فقط، بل وأهل الحديث، وأهل التصوف والإرشاد المنضبطين بالكتاب والسنة، ولم نتوقف عند ذلك بل أضفنا إليهم الفقهاء، بل وعلماء النحو واللغة؛ لأن هذا الذي كان يشكل جمهور الأمة من مذهب أهل السنة والجماعة”، خاتما كلامه بأن توجهه العقدي الأشعري هو الذي علمه ذلك على حد قوله.
واعتبر متتبعون ان الكلام الصادر عن الطيب ليس موجها الى عموم السلفيين من علمائهم وعوامهم، ولكن موجه بشكل مباشر الى المملكة العربية السعودية، والتي كان مؤتمر الشيشان قد اغضبها بعد ان تم استثناء علمائها من زمرة أهل السنة والجماعة.
وتعتبر هذه الرسائل سياسية بشكل أساسي قبل ان تكون دينية، لان الأزهر هو المؤسسة الرسمية في الدولة المصرية، خصوصا ان النظام المصري يعاني من تفاقم الأزمات الاقتصادية بعد منع السعودية والتي كانت احد اهم الداعمين للجنرال عبد الفتاح السيسي دعمها المالي والبترولي عن القاهرة، وهو ما جعل البلاد تعيش مضاعفات الأزمة الاقتصادية بطريقة زادت من احتقان الشارع المصري.
هذا ويرغب النظام المصري في اعادة العلاقات بينه وبين الرياض الى سابق عهدها، بعد الأزمات الكبيرة التي اعترت العلاقات الثنائية مو قبيل تصويت مصر لصالح قرار روسي في الامم المتحدة وإعلانها دعمها لنظام بشار الأسد في سوريا وعدم موافقتها على الانضمام لتحالف دعم الشرعية في اليمن الموجه ضد الحوثيين وقوات عبد الله صالح المدعومة من ايران المنافس السياسي للرياض في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت مصر قد بدأت التحرك في معسكر ايران وروسيا بعد منع المساعدات السعودية.